استحالة تطابق نسخ الكتاب المقدس.

طالما أن نسخ الكتاب المقدس كتبت بأيدي بشر، وترجمها بشر من لغات إلى لغات أخرى، فلابد من حدوث اخطاء في النسخ والترجمة.
ووارد ايضا وجود إضافات متعمدة أو حذف متعمد.

وفعلا ليست نسخ الكتاب المقدس متطابقة مع بعضها.
مثلا:
النسخة السبعينية (اليونانية) للعهد القديم (التوراه)، فيها اختلافات عن النسخ العبرية.
وفي العهد الجديد مثلا عبارة “لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين” مضافة إلى إنجيل متى: مت ٦: ١٣.
واختلافات اخرى غيرها.
وهذا بسبب: أخطاء أو خطايا النساخ والمترجمين.

وأيضا بعض كتب الصلوات المسيحية ليست متطابقة أحيانا مع ما جاء في الكتاب المقدس:
مثلا: عبارة “بالمسيح يسوع ربنا”، في قداس الأقباط الأرثوذكس هي عبارة مضافة إلى الصلاة الربانية في مصر “أبانا الذي في السموات..”.
وهذا بسبب رغبة أحد أو بعض رجال الدين – لا اعلم من هو أو من هم – في  إضافتها، فتمت إضافتها.

وبهذا يكون هناك اختلاف بين نسخ بعض كتب الدين، قد يصفه البعض بأنه تحريف، وقد يكون فيه ما هو مخالف لأصول الدين، ولكن هذا طبيعي طالما أن هذه النسخ كتبها بشر، ولكن أيضا يمكن معرفة الحقيقة من مجمل ما جاء في الكتاب: أي من السياق العام للكتاب.
وما خالف السياق العام للكتاب ولم يرد في بعض النسخ نعرف أنه مضاف أثناء النسخ او الترجمة.

وأيضا أنا أعتقد ان الله تعمد عدم التدخل في ما كتبه كتاب الأناجيل لأن الأناجيل شهادة، والشهادة يجب عدم التدخل فيها حتى تكون مقبولة، فكتاب الأناجيل كتبوا ما شاهدوه أو سمعوه أو تهيأ لهم، ولا يلزم ان تكون متطابقة بالضبط مع الحقيقة، فهي شهادة بما أدركه الشاهد، ليؤخذ بها مع باقي الشهادات للوصول إلى الحقيقة.
وأيضا رسائل العهد الجديد لم يكن كل ما فيها موحى به، بل بها آراء شخصية، بدليل قول بولس في الرسالة الأولى إلى كورنثوس الأصحاح 7 اية 25:
“وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا”.

واختلاف نسخ كتاب مقدس وارد في جميع الأديان، فما فعله أحد الخلفاء من حرق جميع نسخ كتاب دينه غير النسخة التي اختارها، معناه أن هذه النسخ كانت مختلفة عن النسخة الموجودة الآن. وأيضا اختلاف القراءات لهذا الكتاب معناه اختلاف كبير في مضمون الكتاب كله، وليس مجرد جملة أضيفت أو حذفت عند النسخ.

ولكن الامر لا زال بيدنا في ديننا، فعند وجود اختلاف في نسخ من الأناجيل، يجب أن نأخذ بما هو موجود في عموم الكتاب، وبروح الكتاب، وليس بما هو على هوانا، وأن نترك ما خالف عموم الكتاب.
وبهذا نعرف الحقيقة.
ونعرف ديننا الحقيقي باستخدام. العقل وقبول ما يتفق مع المنطق والعقل.


د. كمال.

Leave a comment

Dr. Kamal Ishaq

Dr Kamal Farid Ishaq is a distinguished scholar with expertise in both dermatology and venereology, this individual is also a leading authority on Coptic and Egyptian cultures. As a professor emeritus of Coptic, Greek, and Egyptian languages, he has made significant contributions to the field through his research, teaching, and publications. Read more about Dr Kamal Farid Ishaq.